الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواب 1: تفسيره للعلية بانها تحول شيء الى شيء هو تفسير خاطئ وكأنه لا يميز بين العلية والصيرورة وانكار العلية هو انكار للضروري فهي من المبادئ القبلية للعقل البشري ومن دونها تنهار جميع المعارف العقلية والعملية من رأس .
جواب 2و3و4: لا نسلم ان القول بالعلة الاختيارية او الفاعل بالاختيار يؤدي الى تخصيص القاعدة العقلية لان العلية على قسمين : علية طبيعية أي فاعل طبيعي كالنار بالنسبة الى الاحتراق وعلية ارادية اختيارية أي فاعل اختياري كالله تعالى بالنسبة الى مخلوقاته والانسان بالنسبة لافعاله الاختيارية .
وتتميز العلة الطبيعية بعدم تخلف المعلول عنها بل انه بوجود العلة لابد ان يتحقق المعلول ومن هنا التزموا بالسنخية في الفاعل الطبيعي وكذلك بالتزامن بين العلة والمعلول .
اما السنخية فتعني ان المعلول رتبة من مراتب العلة فهو ينبثق من داخل العلة كالحرارة فانها تنبثق من النار اذ هي كامنة في ذات النار وتخرج منها فتكون من سنخها فان الحرارة ليست شيئا آخر غير النار لانها في الحقيقة اثر النار المنتشر منها .
واما التزامن فان يكون وجود العلة مقارن لوجود المعلول حيث ان تقدم العلة على المعلول رتبي لا زماني فحينما نقول : ( وجدت النار ثم الحرارة ) فليست (ثم) هنا زمانية بل رتبية .
واما الفاعل الارادي فلا يشترط فيه السنخية فلربما خلق الفاعل الارادي المتباينات فيما بينها بل ربما خلق ما يباين جنسه كذلك فحينئذ لا يشترط التزامن فان ذاته قد توجد ولكن معلوله او مفعوله لا يوجد مقارنا لوجوده وانما يتأخر عن وجوده زمانا لان المعلول لا يتعلق ولا يرتبط بذات العلة نفسها حتى يقال بانه لا يمكن تأخر المعلول عن ذاته بل انما ترتبط وتتعلق بمعلولاته بارادته ومشيئته لذلك متى شاءت العلة وارادت واعملت ارادتها حينئذ يوجد المعلول ومتى لم تشأ لم يوجد المعلول أي انه في الفاعل الارادي تكون الاشياء والمخلوقات والافعال متعلقة بارادته لا بذاته فاذا انعدمت ارادته انعدمت معلولاته , فالعلة هي الارادة بوجودها توجد المعلولات وبعدمها تنعدم .
بينما في الفاعل الطبيعي فان المعلولات متعلقة بذات العلة اذ ليس لها ارادة لذلك فأنه بوجود ذات العلة يوجد المعلول .
ودمتم في رعاية الله