السلام عليكم ورحمة الله..
هل يمكن أن تذكروا لنا تعريف السنخية من كتب العرافان؟
شكراً لكم وجزاكم الله عنّا خيرا
الأخ مصطفى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أثر لمصطلح السنخية في كتب العرفان، فهذه الكلمة كثيرة الاستعمال في كتب الفلاسفة وخاصّة في بحث العلّة والمعلول، حيث يجعلون بين العلّة والمعلول مناسبة خاصة تدعى السنخية، بل ذهب بعضهم إلى أنّها من شرائط العلية والمعلولية. وذكروا أنّ السنخية كذلك بين الحال والمحل، والعارض والمعروض، والمصدر والصادر، والفاعل وفعله. ولكنّهم أنكروا أن تكون ثمّة سنخية بين العقل والمعقول بناء على أنّ ما يدركه الإنسان بعقله ليس هو الواقع الخارجي ذاته، بل صورته، فالمعقول إذاً ليس من سنخ العقل.
على أنّ هنالك من أنكر السنخية بين العلّة والمعلول مطلقاً، واوجبها فقط في حدود العلّة والمعلول الطبيعيين، فلا يتعدى أثرها إلى ما وراء الطبيعة، وإلاّ لكانت حقيقة الخلق من سنخ حقيقة الخالق، وربما هذا ما يلوح من سبب ذهاب الصوفية إلى القول بوحدة الوجود والموجود، وجعل جميع ما في العالم شؤونا واعتبارات للذات الإلهية، غير أنّ إنكار السنخية قد قادهم في نهاية المطاف إلى إنكار الواقعية الخارجية.
ولكن يرد على ما تقدم أنّ السنخية المعتبرة فيما وراء الطبيعة ليست هي السنخية بين الذات الإلهية وبين المفعول، أو المخلوق، حتى يرد الإشكال المزبور، بل بين الفعل الإلهي ومفعوله، فالعلّة هي فعل الله تعالى وليست ذاته المقدّسة.
ودمتم في رعاية الله